إن ما حصل بالأمس في قطاع غزة الحبيب المحاصر لهو جريمة كبرى بحق
الإنسانية وبحق الإسلام وبحق المسلمين , ما حصل بالأمس من إخوان القردة
والخنازير شيء لا يوصف , شيء تعجز الكلمات، كلمات العرب كلها، عن وصفها فلم
أجد كلمة اصف بها هذه الكارثة الإنسانية , لم أجد في معاجم اللغة العربية
كلها _ من الوجيز الى المحيط مرورا بلسان العرب وغيرهم الكثيرين _ كلمة
واحدة أستطيع بها ان أصف لكم ما حدث , إنها مذبحة جديدة بل هولوكوست جديد
أكبر من هولوكوست اليهود المزعوم .
فماذا قد تصف الكلمات ؟ هل تصف الجثث المتناثرة أشلاؤها في
الشوارع ؟ ام تصف الأعضاء التي يتعثر فيها الناس ؟ أم تصف جراح المرضى ؟ أم
تصف قصف المستشفيات ؟ ام تصف صراخ الأطفال ؟ ام تصف بكاء النساء ؟ ام تصف
عجز الشيوخ ؟ أم تصف قلة الطعام ؟ ام تصف انقطاع الكهرباء ؟ ماذا قد تصف
الكلمات ؟! .
إن الكلمات لتعجز ان تصف شيئا واحدا من هذه الأشياء الكثيرة فضلا
عن وصف الجميع , إن كلمات التعزية والحث على الصبر والثبات ليعجز اللسان
عن نطقها في هكذا موقف صعب عسير , ماذا قد نقول ؟ في السابق كنا نقول بضعة
شهداء وعشرات الجرحى أو بضعة عشر او بضعة وعشرين شهيدا , اما اليوم فنقول
مئات الشهداء ومئات الجرحى .
ماذا نقول ونحن نرى أن إخواننا أحبتنا قد أصبحوا جثثا متناثرة
الأشلاء مشوهة المعالم , ماذا نقول ونحن نسمع صراخ أبنائنا وهم يبكون
ويكبرون , يستغيثون ويسبحون , ماذا نقول ونحن نرى الأرامل وأمهات الشهداء
يصرخن ويولولن ويبكين فقدان أعز الناس عليهم واحب الناس اليهم سواء كان
زوجا كريما أو ولدا بارا او أخا حنونا أو أبا عطوفا.
ماذا قد تقول الكلمات ؟ هل تستطيع الكلمات ان تعبر عن مدى حزننا ؟
هل تستطيع الكلمات أن تصف شعورنا وإحساسنا ونحن نرى جثث اخوتنا في الشوارع
؟ هل تستطيع الكلمات ان تعبر عن حالتنا ونحن نرى هذه المناظر البشعة ؟ كلا
والله إن الكلمات عاجزة أن تصف أيا من هذه الأشياء , إن الكلمات التي تملأ
المعاجم لا تكفي لوصف هذه المأساة ولا تكفي لوصف شعورنا.
إنها ليست مجرد عملية عسكرية صغيرة بل هي حرب حقيقية بين قوى
البغي والطغيان في اميركا واسرائيل وبمباركة عربية رسمية من اجل التخلص من
نظام الحكم القائم في قطاع غزة لأن اسرائيل حين سمحت بقيام السلطة كان ذلك
من اجل المصلحة الصهيونية لهذا عز عليهم ان يروا عدوهم اللدود على رأس هذه
السلطة , عز عليهم أن تتحول هذه السلطة من سيف بيدهم الى سيف مسلط على
رقابهم , عز عليهم أن يكونوا هم السبب في قيام سلطة تؤول في النهاية الى
حركة مقاومة تستمد شرعيتها من سلاحها الذي لم ترفعه يوما الا في وجه
اسرائيل وأذنابها العملاء الذين فروا بالأمس القريب من قطاع غزة بعدما رأوا
الأسد قد زأر وأعلن الحرب على العملاء.
أما الذين باركوا هذه العملية وتفهموا دوافع اسرائيل ( المظلومة )
وانها تدافع عن نفسها أمام صواريخ حماس ( الإرهابية ) فهم أيضا يعز عليهم
ويصعب عليهم ان ينتصر هذا المارد الأخضر ويعلن للعالم كله انه نجح في تجربة
حكم بالرغم من كل ما حدث من حصار وغير حصار , وهؤلاء دب الخوف والرعب في
قلوبهم عندما رأوا تلك الجماهير الغفيرة التي ملأت ساحة الكتيبة والتي جددت
بيعتها وولاءها لذلك المارد الأخضر , هؤلاء يريدون أيضا التخلص من هذا
المارد لهذا فهم لا يستحون أن يكذبوا الكذبة ويصدقوها مثلهم في ذلك مثل
اولياء نعمتهم في تل ابيب الذين ادعوا ان هذه الارض