لهيب الامبرطور مراقب عام
رقم العضوية : رقم 3 على مستوى الفريق وسام رفيع المستوى رائيس مجلس ادارة المكتب التنفيذى للفريق عدد المساهمات : 664 نقاط : 1898 علاقاتة الطيبة : 3 تاريخ التسجيل : 02/07/2010
| موضوع: مصيبة الموت1 الجمعة أغسطس 13, 2010 6:23 am | |
|
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
أما بعد، فيا عباد الله:
كثيراً ما تساءلت وأنا أتلو هذه الآية من كتاب الله سبحانه وتعالى: {تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 67/1ـ2] كثيراً ما تساءلت: لماذا قدم البيان الإلهي الموت على الحياة، مع أن خلق الحياة سابق على خلق الموت؟ وكتاب الله عز وجل عميق ودقيق في تعابيره وحِكَمِهِ وإشاراته، لعل المقتضى كما قد يتصور الإنسان لأول وهلة أن يقول الله عز وجل: الذي خلق الحياة والموت ليبلوكم أيكم أحسن عملاً. ولكني هديت فيما بعد إلى الحكمة من هذا التقديم والله أعلم.
صحيح أن الموت يأتي بعد الحياة من حيث الواقع والترتيب العملي والتطبيقي والتنفيذي، ولكن الموت ينبغي أن يكون مقدماً على الحياة من حيث النظام ومن حيث وَضْع المشروع، من حيث تصور الإنسان لما ينبغي أن يفعل في حياته التي قيضها الله سبحانه وتعالى له، من حيث المشروع الذي ينبغي أن يضعه نصب عينيه لتنفيذه، ينبغي أن يوضع الموت أولاً ثم ينبغي أن توضع المراحل التي تلي الموت ثانياً؛ ذلك لأن الإنسان الذي يفتح عينيه على هذه الحياة الدنيا فيتعامل معها دون أن يعلم أن نهاية تقلبه في هذه الحياة هي الموت، فلسوف يتعامل مع مقومات الحياة بطريقة تشقي ولا تسعد، ولسوف يفاجأ منها بمطبات تهلك. ولكن إذا وضع مشروع حياته التي سيعالجها وسيمشي على أساسها؛ وقد وضع نصب عينيه قبل كل شيء أن هذه الحياة تنتهي بغلاف الموت، وأن الموت هو العاقبة لكل حي، فإنه عندئذ يتعامل مع مقومات الحياة بالطريقة التي تسعده وتسعد أبناء جنسه، وتبعد عنه مغبات الشقاء كلها. إذن فالحياة مقدَّمة على الموت من حيث المراحل المادية، من حيث الواقع التنفيذي، ولكن الموت مقدم على الحياة من حيث رسم المشروع، من حيث وضع الخطة، والمهندسون عندما يضعون خططهم يضعون في اعتبارهم النهايات التنفيذية قبل البدايات، وهذا شرط أساسي وعلمي لابد منه، فمن أجل هذا قدم البيان الإلهي الموت على الحياة فقال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 67/2].
الإنسان الذي لا يضع الموت نصب عينيه في اللحظات الأولى التي يفتح عينيه فيها | |
|
أشـرقـت الأنـوار مشرفة عامة
رقم العضوية : 5 عضوة فريق كريزى وسام التميز عدد المساهمات : 711 نقاط : 922 علاقاتة الطيبة : 2 تاريخ التسجيل : 02/07/2010 العمر : 35 الموقع : Egypt_Cairo
| موضوع: رد: مصيبة الموت1 الجمعة أكتوبر 01, 2010 7:10 am | |
| | |
|