محمود الحديدي عضو ماسى
وسام التميز عضو فريق كريزى عدد المساهمات : 316 نقاط : 579 علاقاتة الطيبة : 0 تاريخ التسجيل : 23/07/2010
| موضوع: شيخ بلادي "احمد ياسين" الجمعة أغسطس 06, 2010 2:12 pm | |
| شيخ بلادي هو شيخ بلادي .. تفتخر به فلسطين بشعبها سواء في الداخل أو الخارج .. سواء من حماس أو فتح .. هو من سطر آيات النضال والسير على المنهاج القويم .. لم يهتم إلا أن يكون أحد أبناء فلسطين .. مثله كمثل أي فرد من أبناء هذا الشعب .. ندر نفسه لنصرة فلسطين والإسلام والمسلمين في كل مكان .. تجسدت ذكراه على ألسنة من عرفوه وعايشوه وكانوا قريبين منه .. كانت تحتويهم كل السعادة والفخر بلقائه وهو يرفض أي ألقاب إلا أن ينادى بأخي أو يا شيخ ..كان يحب الأطفال جدا .. أنشأ مدارس تسمى ابن الأرقم لأبناء الشهداء بالمجان ولبقية الشعب بأسعار رمزية هي دعم لأسر الشهداء .. وتعتبر الدراسة بها من أقوى أساليب الدراسة إضافة إلى اهتمامها بتدريس الدين بمناهجه من تلاوة وحفظ وتجويد وفقه وحديث .. اهتم بإنشاء المعامل العلمية بها إلى جانب أجهزة الحاسوب وقد كان يأمر بإقامة مخيمات صيفية للطلاب من كل المراحل ينشئهم إنشاء إسلامي ويتدربوا على الرياضة وتطوير الذكاء إضافة إلى الرحلات .. وقد كان الشيخ يأتي بنفسه لتتويج حفل انتهاء المخيم الصيفي وسط فرحة الطلاب والجميع وإنشاد الأناشيد الإسلامية وتوزيع الهدايا لهم ..ربما من أراد التعرف إلى الشيخ ونشأته وقصة حياته يجد الأحاديث الكثيرة من خلال التصفح .. لكن ذات مرة قد حاضرنا في المسجد أستاذ ممن كانوا بالقرب من الشيخ يتمنى أن يهبه الله شرف خدمة هذا الشيخ الجليل .. ولكن كان الشيخ يأبى ذلك .. فقد كانت لديه عزة نفس وإباء وكان لا يرضى أن يعينه على ما لا يستطيع إلا زوجته أم محمد التي كانت نعم الزوجة الصابرة المحتسبة المتشرفة بمكانة زوجها .. وقد كان أبناؤه أيضا يعينوه في أغلب أموره وقد كان يهتم بمظهره ونظافته ويأبى إلا أن يكون في لباسه الأبيض الزاهي كلون قلبه الرائع ..حدثنا عن نشأته في قرية الجورة من مدينة عسقلان شمال غزة حيث ولد سنة 1936 وقد توفي والده وهو في الخامسة من عمره .. وفي عامه الثاني عشر حدثت النكبة لعام 1948 ومن هذا التاريخ بدأ اتجاه سياسي وفكري وهو أن للفلسطينيين سواعد لابد الاعتماد عليها من أجل تحرير فلسطين ..انتقل للعيش في غزة مهاجرا إليها وتاركا دراسته وأحلامه المستقبلية ليواجه في غزة توابع الاحتلال من التهجير .. لذا وكشأن أغلب المهجرين في ذاك الوقت قد تبدلت أحوال أسرته لتذوق مرارة الجوع والفقر والحرمان .. منذ هذا الوقت شعر بأن عليه مسئولية كبرى تجاه أسرته الصغيرة .. فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع أترابه ليأخذوا ما يزيد عن حاجة الجنود ويطعموا أهليهم وذويهم ..كان يسكن مع أسرته في مخيم الشاطئ للاجئين وسط ظروف معيشية سيئة .. ترك دراسته ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد ليبيع الفول والفلافل على شاطئ بحر غزة .. ولكنه قد عاود الدراسة إلى جانب العمل فهو يعلم بأهمية العلم لمستقبله الذي سخره لخدمة بلاده وشعبه ..كان يحب الرياضة ويمارسها ويتباهى بقدرته على الصبر والتحمل في أداء بعض التمارين الصعبة .. لذا تعرض في السادسة عشر من عمره لحادثة تسببت في هتك بعض الفقرات في العنق لتغير مجرى حياته وتتسبب له في شلل يعاني منه بقية العمر وقد كان ذلك في العام 1952 .. لم يثنيه شلله عن كفاحه ضد الأعداء والتفكر في كيفية تحرير فلسطين وعودة الأرض السليبة .. بعد تخرجه من الثانوية عام 57 / 58 تقدم لاختبار قد أعلن عنه لوظيفة مدرس وقد كان القائد الانجليزي حاضرا لهذا الاختبار .. وقد نجح بتفوق في إثبات قدرته على إجابة كل الأسئلة الموجهة إليه ولكن نجاحه لم يؤخذ به من اللجنة نظرا لشلله .. لذا تقدم بشكوى إلى القائد الانجليزي الذي أعجب به وبقدرته على الدفاع عن حقه وطلب تعيينه وقد تبين بأن أحد أقارب هذا القائد مشلول أيضا ..استلم وظيفته كمدرس واحتضن طلابه فكانوا يحبونه أشد الحب وكان جميع المدرسين زملائه يعجبون به وبكلماته الصداحة التي تنم عن حب أبدي لفلسطين ..بدأ في تدريس الدين للطلاب وبث روح الجهاد فيهم وقد أبلغ عنه ليلقى تهديد أكيد بفصله .. وقد ثابر على ذلك ولكن سوء أحوال أسرته واحتياجه للدخل حذا به إلى أن يلقي خطبه الدينية في المساجد وقد كانت له قدرة خطابية جذبت إليه الكثير من الناس إلى جانب طلابه الذين كانوا يتتبعونه ويتعلمون منه الكثير ..كان يشارك في المظاهرات ضد العدوان ويدعو إليها ومن هنا سلك مسلكا جديدا هو وزملائه فأصبح يدعو إلى رفض الإشراف الدولي على قطاع غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية لتولي أمره … من هنا بدأت الأنظار تلتفت إليه وبدأ نجمه يسطع ويلمع وسط الدعاة في غزة .. التفتت إليه أنظار المخابرات المصرية فتم اعتقاله ضمن حملة اعتقالات للإخوان المسلمين .. فظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة الشهر ثم أفرج عنه بعد أن تبين لهم عدم علاقته في تنظيمات بالإخوان المسلمين ..أنبتت فترة الاعتقال لديه مفاهيم جديدة تؤكد على أن شرعية أي سلطة لابد أن تقوم على العدل والمساواة والإيمان بحق الإنسان في الحياة بحرية فتعمقت في نفسه كراهية الظلم بشتى أشكاله ..بعد احتلال غزة نشط من خلال إلهاب مشاعر المصلين في المسجد العباس لمقاومة الاحتلال وجمع التبرعات من أجل جهاد الأعداء ونصرة الإسلام والمسلمين ومساعدة المواطنين وخاصة أهالي الشهداء والمعتقلين ..اعتنق أفكار الشيخ حسن البنا الذي أسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر والتي تدعو إلى شمول تطبيق الإسلام في شتى مناحي الحياة ..عام 1982 اعتقل بتهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة ليحكم عليه 12 سنة سجن ولكن تم تحريره من خلال تبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ..عام 1987 أسس حركة حماس وحماس هي اختصار لحركة المقاومة الإسلامية وكان الشيخ هو الزعيم الروحي للحركة ..بتأجج انتفاضة الأقصى الأولى ومقتل العديد من الصهاينة وعملائهم عام 1988 تم مداهمة منزل الشيخ وتفتيشه وتهديد الشيخ بالإبعاد إلى لبنان وقد تم اعتقاله في عام 1989 مع المئات من حركة حماس ليصدر حكم عليه عام 1991 بالسجن مدى الحياة بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني .. تسلل الشلل التام إلى جسد الشيخ إلى جانب فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء التحقيق من قبل الصهاينة كما ضعفت الرؤيا في العين اليسرى واشتد الالتهاب في الأذن إلى جانب الحساسية في الرئتين وبعض الأمراض المعوية ..تمكنت مجموعة فدائية من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس من خطف جندي لمبادلته بالشيخ وبعض المعتقلين المسنين ولكن إسرائيل رفضت ذلك وقامت بشن هجوم على المكان المحتجز فيه الجندي مما أدى إلى مقتله ومقتل قائد الوحدة الإسرائيلية واستشهاد قائد مجموعة الفدائيين .. ولكن شاء الله العلي القدير أن تفشل محاولة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد ليتم التبادل بهما مع الشيخ الجليل ..من الأراضي الأردنية وبعد رحلة علاج في المستشفي الأردني الملكي عاد الشيخ إلى أرض الوطن الحبيب إلى غزة الصمود والتحدي ليحتضن أرضه ويجد الشعب الذي أحبه يخرج بكامله لاستقباله ..قام الشيخ بجولة عربية وإسلامية حشد من خلالها الدعم للقضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني ..ليعود مظفرا إلى أرض الوطن ويباشر عمله الجهادي ..قد تعرض الشيخ أحمد ياسين في عام 2003 لمحاولة اغتيال إسرائيلية فاشلة حين استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ برفقة إسماعيل هنية أصابته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن ..ارتقى شهيدنا الشيخ الجليل إلى العلا اثر عملية اغتيال جبانة أشرف عليها أرييل شارون بنفسه فجر الاثنين 22 مارس 2004 بعد حياة حافلة بالجهاد والصبر والعطاء ليكون آخر عهده بالدنيا صلاة الفجر والتسبيح وصيام النافلة .. كان الشيخ يتمتع بذكاء حاد منذ صغره .. وكان لا يحب أن يتعالى على أحد بل كان يمازح ويجاري الصغير والكبير .. كان له كلمة مسموعة من شعبه حيث أنه كان يحكم بين الناس بالعدل والحكمة ..كان لا يقرب صندوق التبرعات والمساعدات مهما كان احتياجه .. لم يكن يهتم بالمظاهر التي لا تفيد وكان يفضل أن يعطي مصاريفها للفقراء .. لم يكن يهاب الموت أبدا بل يدعو أن يلقى الله على الشهادة .. عطوف كريم يحب الخير والعطاء .. صبور على المرض والفقر وربى جيل بأكمله على الجهاد والاسلام وحب فلسطين ..حلم له بعض أصدقائه برؤيا أنه يمشي على رجليه فعرف بأنه قد حان الأجل وتمنى من الله الشهادة وقد نالها ..رحم الله الشيخ المجاهد وأسكنه فسيح جناته .. | |
|
أشـرقـت الأنـوار مشرفة عامة
رقم العضوية : 5 عضوة فريق كريزى وسام التميز عدد المساهمات : 711 نقاط : 922 علاقاتة الطيبة : 2 تاريخ التسجيل : 02/07/2010 العمر : 35 الموقع : Egypt_Cairo
| |