الشيخ الشهيد قائدٌ عالمٌ وعاملٌ مجاهدٌ
أما محمد مهدي عاكف المرشدالعام السابق للإخوان المسلمين، فقد نعى
الشيخ ياسين، وقال إن "الأمة العربية والإسلامية فقدت ابنًا بارًّا من أعز
أبنائها، وقائدًا فذًّا من خيرة قادتها، وعالمًا ربانيًّا وعاملاً مخلصًا،
ومجاهدًا قلَّ نظيره على مدار التاريخ".
وأضاف عاكف: "لقد كان الشيخ الشهيد نموذجًا للإيمان في استعلائه
وشموخه وعزِّه، ودليلاً على قدرة الإسلام العظيم على صياغة النفوس وقوة
الإرادة، ومضاء العزم واستنهاض الهمم، وتجاوز الصعاب واستشراف النصر،
وتغيير الواقع وتحويل مسار التاريخ".
وأضاف: "نرجو أن تكون روح الشيخ الطاهرة قد تعانقت مع أرواح
إخوانه السابقين حمزة ومصعب وسعد بن معاذ، وروح شيخه وإمامه حسن البنا،
وأرواح أصحابه وأبنائه الأبرار يحيى عياش وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة
وريم الرياشي وغيرهم من شهداء هذه الأمة المباركة".
وأشار عاكف إلى البناء الذي بناه الشيخ ياسين قائلاً: "قد أثمر
جهاد الرجل وصحبه، ولم تَضِعْ تضحيات أبنائه ودماؤهم"، وأضاف: "لقد توحَّدت
الأمة كلها في مشاعرها الفيَّاضة خلف الشيخ الشهيد؛ تودِّعه بقلوبها،
وتعاهده على استمرار المسيرة، وإن الدم المُراق لن يذهب هدرًا، وأعداؤنا
يعلمون ذلك، وقد كان في شهادته -كما كان في حياته- عاملاً على توحيد القوى
والجهود في الوطن المحتل، وكانت جنازته المهيبة تعبيرًا حرًّا عن وفاء ذلك
الشعب المجاهد لشيوخه وقادته ومناضليه، ومن خلفهم ملايين المسلمين والأحرار
في العالم كله تدعم جهادهم وتتحرَّق شوقًا لمشاركتهم"
,