القصة من أهم وسائل التعليم الناجحة، وهى كأسلوب تربوى يحبه الصغار والكبار ويقبل الاطفال فى كل مرحلة من مراحل العمر على نوع معين من القصص يفضلونه ويرغبون فيه
والقصة يمكن أن تكون عاملاً تربوياً مهماً فى نشر الإتجاهات وتعديل القيم، والدعوة إلى الإصلاح والتحلى بكريم الأخلاق من السجايا بما تملكه من قدرة على التأثير والتوجيه فقد دلت الوقائع على أن القصة لها أثراً عميقاً فى التوجيه والتغيير.
والسر فى هذا الميل القوى للقصة وتأثيرها الكبير على الأطفال والكبار في أن حب الإطلاع من الأمور القوية فى الطبائع البشرية والقصة تحمل الينا معاني وصور جديدة من الحياة والحوادث لا يجدها فى البيئة ،ولذلك فهى مصدر من مصادر إشباع الرغبه في المعرفة ، ولأن شخصيات القصة متحركة،وناطقه ومقروئه ومعبرة عن وجودها بأساليب مختلفة من القول والعمل ، فهى لذلك تثير الخيال المتحفز الى الكشف عن أشياء غير التى آلفهاالمتلقى.
فمن خلال القصة يمكن أن نقدم العظة والقدوة والتعزيز الإيجابي لكل ما هو مرغوب فيه والتعزيز السلبي لكل ما هو ضار غير مفيد بطريقة غير مباشرة وليس هناك دليل أكبر على أهمية أستخدام القصص فى التربية خير من احتواء القرآن الكريم والذى هو مُنزل من عند الله سبحانه وتعالى عز قدره لها فى مواقع عديدة وإظهار فوائدها فى آيات كثيرة.
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
"وَكُلاّ نَّقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِتُ بِهِ فُؤَادَكَ" (6) (
"نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوحَينَا إِلَيكَ هَذَا القُرءَانَ وِإن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ" (7)(.
كما أن القصة لها دور تهذيب الإحساس وترقية الوجدان والتشجع على التركيز والانتباه وهما أمران ضروريان فى الحياة ، وبقدر ما تكون متمشية مع العقل والمنطق واستعداداته بقدر ما تحقق من اهداف.
ومستمع القصة أو قارئها يتابع الحوادث ويعايشها وينتقل معها من موقف إلى حوار إلى تصور، إلى شعور فتستيقظ عواطفه وينفعل وجدانه كأنه جزء من القصة، وتنتهي القصة لكن أثرها يستمر فى النفس لا يزول، ولذلك يجب أن تكون القصة مشوقة باعثة على المتابعة والنفس بطبيعتها شغوفه بالقصص، وبتتبع أحداثها، لأن حب الاستطلاع من الأمور القوية فى الطباع البشرية ومن هنا كان دور القصه فى التربيه قديما وحديثا 0